منتدى السادة الأشراف العيساوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضل التوبة وفرح الله بالتائب

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

فضل التوبة وفرح الله بالتائب Empty فضل التوبة وفرح الله بالتائب

مُساهمة من طرف عماد العيسوى الأحد 15 يناير 2012, 4:39 pm

يقوم الحديث على ثلاثة مشاهد لبيان الفكرة المشار إليها سلفاً.
المشهد الأول: يصور لنا المؤمن تتوالى على وجدانه أحداثُ الماضى المُذنب وتتساقطُ على حسِّه وفى رُوعه
مقامعُ العقاب فى الآخرة، فتأخذهُ رِعداتُ الخوفِ المُفزع والوجلُ من هذا الخطر الذى هو حقيقةُ لا انفلات
منها. يصوره لنا برجل قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه. وتأمل معى أيها المستمع الكريم لفظة (الجبل)
وما توحى به من ضخامة وصلابة وجهامة، وقسوة واستطالة، وهى معانٍ مستقرة فى أذهان المخاطبين فى
صحراء العرب بشكل خاص ثم فى كل ذهن إلى يوم القيامة بشكل عام وتخيل قعقعة الصخور المتهاوية
المتدافعةِ من علٍ، وانتقاضَ الجبل فوق رأس المسكين تدكُّها مع الأرض دكَّا ..هكذا يصور لنا النبى صلى
الله عليه وآله وسلم مدى أثر الذنب فى القلب المؤمن، واستشعاره خوفَ الله فى شديد عقابه، لتكون الرغبةُ فى
التوبة من هذه الذنوب واللهفةُ عليها، كلهفة ذلك المكروب تحت الجبل إلى النجاة.
والمشهد الثانى: يصور لنا استهانة الفاجر بالذنب، وفقدانه معاتبة الضمير، لبلادة حسِّه، فقد اعتاد الإثم
وارتكس فى حمأة الذنب، فلا يجد حرجاً، ولا وخزاً من ضمير يوقظ فيه ما يرده إلى حميّة الإيمان ..
والنبى صلى الله عليه وآله وسلم يصور الذنوب فى غثاثتها وكراهية النفس السليمة لها، وذلك الفاجر يواقعها فى
غير مبالاة .. بالذباب الذى يَطنُّ فوق أنف فاسدة الذوق، ويمضى عنها ليعود إليها فلا تلتفت ولا تنتبه وغاية
ما يمكن أن يفعله ذلك الفاجر أن يشير بيده ليطرد الذباب، ثم لا يلبث أن يمل .. وهذا غاية بلادة الشعور
الذى لا يوجد له مثيل إلا فى قطعان الخنازير وسِفلة المخلوقات.
وإنها لصورة تصنع جواً كريهاً ومنفّراً من مقارفة الذنوب أو مقاربتها.
ويأتى المشهد الثالث: فى عبارةٍ أطول من سابقيْه، توضح فرح الله تعالى بتوبة عبده العاصى ..
إنه مشهدُ رجلٍ نزل منزلاً موحشاً، وليس معه من وسائل الحياة إلا دابته عليها طعامه وشرابه، فهى إذاً كل
ما يربطه بالحياة ويهبُه الأمل فى قطع هذا المكان الموحش، ثم نزل الرجل يقيل لحظاتٍ بعد أن هدَّه الرحيلُ،
وعناءُ السفر، فنام نومة ثم استيقظ على الفزع الذى هز كيانه، لقد فقد راحلته، فانطلق المسكين مروَّعًا يعدو
فى كل اتجاه على غير هدى، بحثاً عن راحلته الضائعة، حتى كلّت قدماه، وأنهكه التعب، وبلغ به الحر
والعطش مبلغاً، فجرجر أقدامه إلى المكان الذى كان ينام فيه، فنام نومة مكسورة الوجدان محترقة الأنفاس
وهو فى انتظار الموت، ثم تقلب ورفع رأسه فإذا راحلتُه عنده .. كم يكون فرح ذلك الرجل براحلته .. يُبين
لنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن الله تعالى أشد فرحاً بتوبة العبد العاصى من ذلك الرجل براحلته الذى
أخطأ
من شدة فرحه فقال (اللهم أنت عبدى وأنا ربك) ..
إنها إذاً دعوة إلى رحاب الله الكريم تفيض بالحب والحنان لكل مذنب خطّاء يعلم أن له رباً يغفر الذنوب ولا
يبالى، وأن باب توبته مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها ..
عماد العيسوى
عماد العيسوى
مشرف مواضيع
مشرف مواضيع

عدد المساهمات : 138
نقاط : 388
تاريخ التسجيل : 23/08/2011
العمر : 47

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل التوبة وفرح الله بالتائب Empty رد: فضل التوبة وفرح الله بالتائب

مُساهمة من طرف محمدجلال عيساوي الأحد 15 يناير 2012, 4:46 pm

جزاكم اللة خيراوبارك فيكم استاذعماد
محمدجلال عيساوي
محمدجلال عيساوي
كبير مشرفين

عدد المساهمات : 246
نقاط : 440
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
العمر : 51
الموقع : momom.forumegypt

http:// momom.forumegypt

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى